الأمير شكر هو أحد الشخصيات التاريخية التي تولت حكم مكة المكرمة لفترة وجيزة في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي). اسمه الكامل هو شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر، وينتمي إلى بني جعفر من آل البيت الهاشميين. تولى شكر حكم مكة بعد وفاة أبيه أبي الفتوح الحسن، والذي كان من أشهر الأشراف الذين حكموا مكة.
نبذة عن حكمه:
• تولى شكر إمارة مكة في عام 430 هـ (1038م) تقريبًا بعد وفاة أبيه.
• كانت فترة حكمه لمكة قصيرة، إذ يذكر بعض المؤرخين أن حكمه لم يكن طويلاً، وقد انتهى حكمه سريعًا بحدوث خلافات وصراعات مع أبناء عمومته وغيرهم من الأشراف حول السلطة في مكة.
• يُقال إن شكر قُتل في إحدى هذه الصراعات على يد منافسيه من الأشراف.
الصراعات في مكة:
في تلك الفترة، كانت مكة تشهد اضطرابات وصراعات بين الأسر الهاشمية المختلفة على السلطة. كانت الأسرة الحاكمة في مكة تتغير بسرعة نتيجة لهذه الصراعات، حيث كان لكل طرف من الأطراف دعمه من القبائل والأسر الأخرى في المنطقة، وأحيانًا من قوى خارجية تسعى للسيطرة على الحجاز.
الشريف ابن هاشم يبكي الجازية بنت سرحان ويذكر ظعنها مع قومها إلى المغرب :
قال الشريف ابن هاشم ابنُ هـاشم علي … تَرَى كَبِدِي حَرَّى شَكَتْ مِنْ زَفِيرِهـــــا
يفــز للأعـــــــلام أين ما رأت خاطـــــــري … يرد غلام البدو يلوي عصــــــــــــيرهـا
وما ذا شـــــــكاةُ الرُّوحِ مِمَّا طَرَا لــــــها … عداة وزائـع تــلــف الله خـبيـــرهــــــا
يحــــــس أن قطاع عامـر ضميرهــــــــــا … طوى وهــنــد جـــافــي ذكـيــرهـــــا
وعادت كمـا خــــــــوارة في يد غاســــل … على مثل شوك الطلح عقدوا يسيرهـا
نــــــجابذوها اثنين والــــــنزع بينـــــــهم … على شوك لعه والبقايا جريرهـــــــــــا
وباتت دمــــــوع العين ذارفات لـشـانـهـا … شبيه دوار الســـوانــي يـــديــرهـــــــا
تدارك منها النـــــــجم حذراً وزادهــــــــا … مــرون يجي متراكباً من صبيرهــــــــــا
يصــــــــب من القيعان من جانب الصفا … عيون ولجاز البــرق في غزيرهــــــــــــا
هذا الغنى حــــــتى تسابيت غـــــــــزوة … ناضت من بغداد حتى فقيرهـــــــــــــا
ونادى المنــــــــادي بالرحـــــيل وشدوا … وعرج عاريها على مستعيرهـــــــــــــــا
وشدّ لها الأدهم ذيــــــــاب بن غانـــــم … على أيدين ماضي وليد مقرب ميرهــــا
وقال لهم حسن بن سرحان غــــــــــربوا … وسوقوا النجوع إن كان أنا هو غفيرها
ويركـــــض وبيده شهامه بالتســــــامح … وبـالــيــمــيــن لا يجدوا في مغيرهـــا
غدرني زيـــــــان السيح من عابــــــــس … وما كان يرضـی زیـن حـمـيـر ومـيــــرها
غدرني وهو زعماً صديقي وصاحبـــــي … وأنا ليه ما من درقتي ما يديرهــــــــــا
ورجع يقول لهم بلال بـــــــن هاشـــــم … بـحر البلاد العطشى ما بخيرهــــــــــــا
حرام علي بــــــاب بغداد وأرضـــــــــها … داخـل ولا عائد ركيزه من تعيرهـــــــــــا
تصدف روحي عن بلاد ابن هاشـــــــم … على الشمس أوحول الغظا من هجيرها
يبدو أن حكاية الشريف شكر بن أبي الفتوح مع بني هلال وزواجه من الجازية أم محمد كانت في شبابه وقبل توليه شرافة مكة في سنة ٤٣٠هـ وهي السنة التي توفي فيها والده الشريف أبو الفتوح، علماً بأن شكراً هذا قد توفي في سنة ٤٥٣هـ
المصادر:
عمدة الطالب في أنساب أبي طالب – للشريف أحمد بن عنبة
الإيجاز في تاريخ البصرة والأحساء ونجد والحجاز – للمؤرخ عارف مرضي الفتح
0 Comments