أصل قبيلة حرب ونسبهم
رواية السويدي: ذكر محمد أمين السويدي في كتابه سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب أن بني حرب بطن من هلال بن عامر بن صعصعة، وقال إن منازلهم في الحجاز، مقسمة إلى ثلاثة بطون رئيسية: بنو مسروح، بنو سالم، وبنو عبد الله، ومنهم زبيد الحجاز وبنو عمرو.
رواية القلقشندي: ذكر أبو العباس القلقشندي في كتابه نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب أن بني حرب تنقسم إلى عدة بطون:
• بطن من الصبر من غسان من الأزد القحطانية.
• بطن من بكر بن وائل من العدنانية.
• بطن من همدان القحطانية.
• بطن من كهلان القحطانية.
• بطن من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وذكر الحمداني أنهم يسكنون الحجاز.
رواية الشريف البركاتي: ذكر في كتاب الرحلة اليمانية أن قبيلة حرب تنقسم إلى فخذين رئيسيين هما بنو مسروح وبنو سالم.
• بنو سالم ينقسمون إلى فرعين: ميمون، والمراوحة المشهورون بالحوازم.
• بنو مسروح ينقسمون إلى فرعين: بنو عمرو، وزبيد.
• توضيحات حول نسب القبيلة: تتعدد الروايات حول نسب قبيلة حرب، وذكر الشريف شرف أن هذه الأقوال ليست قائمة على روايات صحيحة، بل تفتقر إلى أدلة وسندات موثوقة. وبهذا يجب الاستناد إلى علماء الأنساب الموثوقين.
نسب حرب وفق رواية الهمداني
• الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني: ذكر الهمداني في كتبه أن نسب حرب يعود إلى حرب بن سعد بن سعد بن خولان من قحطان، وهي قبيلة يمنية هاجرت من صعدة عام 131 هـ. ووصف أنسابهم في تفصيل متسلسل، وذكر أولاد حرب بن سعد.
• رواية محمد بن إبراهيم المحابي: ذكر المحابي أنه أقام في بني حرب في قدس وينبع، وذكر سلسلة نسب تفصيلية لأبناء حرب بن سعد، مع الإشارة إلى بطون بني حرب المختلفة، ومنها: بنو عامر، وبنو ذؤيب، وبنو عوف.
ديار قبيلة حرب وتوسعها
كانت ديار حرب الأصلية حول صعدة في اليمن، ولكن بسبب النزاعات مع بني عمهم من الربيعة بن سعد، جلت القبيلة إلى الحجاز.
• التوسع في الحجاز: بدأت قبيلة حرب بالتوسع في وادي العرج وجبال قدس، ثم توسعت حتى أصبحت ديارها تشمل أراضٍ واسعة، حيث ذكر الهمداني أنها أصبحت تمتلك معظم الأراضي التي يمر بها طريق الحاج بين مكة والمدينة.
• تفاصيل التوسع وفق رواية الهمداني: حدثت معارك بين قبيلة حرب وقبائل أخرى، منها عنزة ومزينة وبنو الحارث وبنو مالك من سليم. في النهاية، سيطرت قبيلة حرب على الحرتين والنقيع، وأصبحت ديارهم محمية من قبائل أخرى.
• ذكر الشريف شرف البركاتي في كتابه الرحلة اليمانية أن ديار حرب امتدت من ينبع البحر إلى جدة غرباً، وصولاً إلى حدود عتيبة وسليم ومطير شرقاً، ومن الجنوب مع الأشراف ذوي بركات، ومن الشمال مع جهينة وعتيبة.
فروع قبيلة حرب وتقسيماتها الرئيسية
تنقسم قبيلة حرب إلى عمارتين رئيسيتين:
عمارة مسروح وتشمل: بني السفر، بني عوف، بني علي، زبيد، وبنو عمرو.
عمارة بنو سالم وهي أقل حجماً، وتنقسم إلى عدة فروع، منها ميمون والمراوحة.
جزء من التاريخ الرسمي لقبيلة حرب
بداية ذكر حرب في الكتابات التاريخية: لم يذكر أحد قبيلة حرب قبل الحسن الهمداني في كتابه الإكليل، حيث أشار إلى هجرة بني حرب إلى الحجاز بسبب النزاعات مع عنزة ومزينة.
معارك بين حرب وقبائل أخرى: اشتبكت قبيلة حرب في معارك مع عنزة، حيث أجلتهم إلى خيبر. كما خاضت حرباً مع مزينة وقتلت منهم أعداداً كبيرة. بعد ذلك، اشتبكت مع بني الحارث وبني مالك من سليم، واستطاعت السيطرة على مناطق الحرتين والنقيع.
اشتباكات مع بني الحارث وبني مالك من قبيلة سليم:
واجهت قبيلة حرب نزاعات أخرى مع بني الحارث وبني مالك، وهم جزء من قبيلة سليم. هذه المعارك جاءت بعد توسع حرب المستمر ورغبتها في السيطرة على المزيد من الأراضي الخصبة في النقيع والحرتين وانتهت تلك النزاعات بتقدم قبيلة حرب وتحقيقها الانتصارات المتتالية التي مكنتها من فرض نفوذها الكامل على النقيع والحرتين، مما أعطاهم قدرة أكبر على التحكم في الموارد وإقامة التحالفات مع القبائل المجاورة.
حادثة زبيد وعلاقتهم مع الشريف بركات:
• غزوة الشريف محمد بن بركات ضد زبيد: في عام 873 هـ، قام الشريف محمد بن بركات، أحد شرفاء مكة، بشن هجوم واسع على طائفة زبيد من بني حرب التي كانت تستقر بين خليص ورابغ. أدى هذا الهجوم إلى مقتل عدد كبير من رجال زبيد وغنائم مادية كبيرة للشريف محمد. كانت هذه الحادثة من أهم الحوادث في تاريخ حرب حيث أسفرت عن تقليص نفوذ زبيد لفترة من الزمن.
• دور شيخ قبيلة حرب في اختيار الشريف جازان: في عام 907 هـ، دعيت قبيلة حرب للمشاركة في مجلس لمناقشة ولاية مكة، وكان لرئيس القبيلة كلمة مؤثرة في اختيار الشريف جازان للولاية. يعد هذا الحدث دليلاً على المكانة التي اكتسبتها قبيلة حرب سياسيًا وعسكريًا في منطقة الحجاز، حيث كانت القبائل الأخرى والشرفاء يحسبون حسابها في اتخاذ القرارات السياسية المهمة.
مقتل شيخ زبيد، مالك بن رومي:
• في سنة 913 هـ، شن الشريف بركات بن محمد حملة على زبيد، وأدت هذه الحملة إلى مقتل شيخ زبيد مالك بن رومي وبعض أبنائه، وأُجبر باقي أفراد زبيد على التراجع. كان لهذا الحدث تأثير سلبي على نفوذ طائفة زبيد، إذ أضعف مكانتهم وأدى إلى تراجع دورهم في الهيمنة على الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم، مما أتاح لبقية فروع حرب فرصة للتوسع والنفوذ.
حادثة الفريش والصراعات الداخلية:
في سنة 963 هـ، حدثت نزاعات بين والي المدينة وبعض بطون قبيلة حرب، عُرفت بحادثة الفريش. حاول الوالي أن يفرض هيمنته على بعض القبائل التابعة لبني حرب، مما أدى إلى مواجهات دامية تخللتها مواجهات مسلحة في منطقة الفريش وتوضح هذه الحادثة عمق الصراعات الداخلية والقدرة التي امتلكتها قبيلة حرب للدفاع عن مناطقها في وجه الحملات التي كانت تستهدف أراضيها ومصالحها.
تأثير التحالفات والمعاهدات مع القبائل والشرفاء:
• ساهمت المعاهدات والتحالفات التي أبرمتها حرب مع القبائل الأخرى ومع أشراف مكة في تعزيز استقرارها ونفوذها. هذه التحالفات لم تكن مجرد اتفاقيات عسكرية، بل كانت تدل على القوة والتأثير السياسي لقبيلة حرب، مما جعلهم جزءاً لا يُستهان به في أي قرار يتعلق بالمنطقة.
السيطرة على طريق الحج بين مكة والمدينة:
• بسطت قبيلة حرب سيطرتها على الطريق بين مكة والمدينة بشكل كامل، وكانت هذه السيطرة جزءاً من استراتيجيتهم في تعزيز الاقتصاد من خلال حماية الحجاج وقوافل التجارة، مما أكسبهم عوائد مالية كبيرة ورسّخ نفوذهم. كما كانت القبيلة تفرض ضرائب على الحجاج، ومع تأمين الطريق من قطاع الطرق، أصبحت حرب ضامنة لأمن القوافل، وهذا زاد من احترام القبائل المجاورة والشرفاء لهم.
أحداث القرن الحادي عشر الهجري
شهد هذا القرن استمرار توسع نفوذ حرب، وتمكنت من بسط سيطرتها في كافة أنحاء الحجاز تقريباً، حتى أصبحت إحدى القبائل الأكثر نفوذاً في المنطقة. استمرت معاركها وحروبها مع القبائل الأخرى، ولكنها أيضاً دخلت في العديد من التحالفات التي جعلتها ذات مكانة سياسية قوية، وكونت منظومة عشائرية متماسكة مكنتها من الدفاع عن ديارها.
المصادر
1.كتاب نسب حرب (1984)، من تأليف عاتق بن غيث البلادي.
2.كتاب الإكليل (صفحة 302)، للهمداني.
3. عنوان المجد في تاريخ نجد (صفحة 324)، من تأليف عثمان بن بشر.
4. كتاب فصول من تاريخ قبيلة حرب في الحجاز ونجد (صفحة 105)، من تأليف فايز موسى البدراني (1417 هـ).
5. كتاب الإكليل للهمداني (280 هـ – 336 هـ).
6. الموسوعة الشاملة – سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي.
7. محمد حسن شراب. معجم العشائر الفلسطينية.
8. كتاب تاريخ بئر السبع وقبائلها، ص 94.
9. عمر رضا كحالة. معجم قبائل العرب، جزء 2.
10. كتاب الأدب الشعبي في الحجاز (1982)، من تأليف عاتق بن غيث البلادي.
11. جمهرة أنساب العرب – ابن حزم.
12. إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان – سالم السيابي.
13. صبح الأعشى في صناعة الإنشا – أحمد بن علي القلقشندي.
0 Comments