معركة ذي قار هي مواجهة تاريخية وقعت في شمال الجزيرة العربية، جنوب مدينة طريف بالسعودية حاليًا، بين العرب والفرس. انتهت بانتصار العرب، مما جعلها من أبرز أيامهم التاريخية، وأول مرة يحققون فيها النصر على الفرس، مما أضعف النفوذ الفارسي في المنطقة.
أطراف معركة ذي قار
-العرب: بنو شيبان، بنو عجل، بنو ذهل، بنو تيم، بنو تميم، تغلب، النمر بن قاسط، قضاعة، إياد (انسحبت بعد اتفاق سري لخداع الفرس).
-الفرس: بقيادة الهامرز، بمشاركة بعض القبائل العربية مثل تغلب وقضاعة.
القادة البارزون من العرب والفرس
هانئ بن مسعود الشيباني (قائد العرب)، حنظلة بن ثعلبة، عبد عمرو بن بشر، الهامرز (قائد الفرس)، إياس بن قبيصة الطائي (قائد العرب جميعًا).
القوات
الفرس: 1000 من نخبة المحاربين (الأساورة).
العرب: 3000 مقاتل و1000 من قبيلة لخنابرين.
التاريخ والموقع
وقعت المعركة بين عامي 604م و624م، في منطقة ذي قار جنوب طريف بالسعودية..
الأحداث
في أحد الأيام، ذكر كسرى بن هرمز الجمال العربي في مجلسه، وكان هناك رجل عربي يدعى زيد بن عدي، الذي حمل في قلبه حقدًا على النعمان بن المنذر بعد أن غدر بأبيه وقتله. فأخبر كسرى أن النعمان يمتلك أكثر من عشرين امرأة من بناته وأقاربه تتمتعن بالجمال العربي. فبعث كسرى زيدًا ومرافقًا إلى النعمان ليطلب منه نساءً لأبنائه. وعندما وصلا إلى النعمان وأخبراه بطلب كسرى، أجابه النعمان برفض مهذب، وقال: “أما في نساء فارس ما يكفيه؟”.
عندما عاد زيد إلى كسرى، حرّضه قائلًا إن النعمان يستهزئ به ويقول إنه سيجد ما يريده في بقر العراق. غضب كسرى ولكنه أخفى غضبه وأرسل إلى النعمان لاستدعائه. أدرك النعمان أن مصيره الموت، فذهب إلى هانئ بن مسعود الشيباني، زعيم بني شيبان، وأودع عنده نساءه وسلاحه، ثم ذهب إلى كسرى. لكن كسرى أهانه واحتجزه في سجن حتى مات هناك بسبب الطاعون.
نصب كسرى ملكًا جديدًا على الحيرة، وهو إياس بن قبيصة الطائي، وكلفه بإحضار نساء النعمان وسلاحه من هانئ. رفض هانئ تسليم الأمانات لكسرى، فخيره كسرى بين تسليم ما لديه أو الرحيل أو الحرب. اختار هانئ الحرب وبدأ في تجهيز جيش من قبائل بكر بن وائل وبني شيبان.
جمع كسرى جيشًا من الفرس وحلفائهم العرب، ومن بينهم قبيلة إياد. لكن إياد أرسلت إلى هانئ سرًا تخبره بأنهم مجبرون على القتال إلى جانبه، فطلب منهم الانضمام إلى جيش كسرى ومن ثم الانسحاب في لحظة حاسمة. عندما بدأ القتال، انهزمت إياد وانقضت على الفرس، مما أدى إلى هزيمتهم.
تراجع بعض فلول الفرس إلى كسرى وهم في حالة بائسة، فسألهم عن مصير أبطالهم وهانئ، فأخبروه بالخيانة والهزيمة. أصاب كسرى الجنون من الغضب، ولم يمض وقت طويل حتى مات حسرة، وخلفه ابنه شيرويه.
وفي المعركة، برزت شجاعة العرب، حيث انسحبت العديد من القبائل العربية الموالية للفرس وانضمت إلى صفوف العرب. وتمكن العرب من الانتصار في معركة ذي قار، مما جعلها من أعظم أيامهم ضد الفرس، وفضح خداع كسرى لبعض زعماء القبائل.
البداية
بدأت توترات كسرى بن هرمز مع النعمان بن المنذر بسبب عدة مواقف، منها رفض النعمان تقديم المساعدة لكسرى عندما هرب من قائد جيشه بهرام جوبين، ورفضه أيضًا إهداء كسرى جوادًا عربيًا أصيلاً كان قد طلبه منه. لكن الضربة القاضية جاءت عندما طلب كسرى الزواج من ابنة النعمان، التي كانت آية في الجمال، ورفض النعمان هذا الطلب.
القصة بدأت حينما ذكر كسرى يومًا الجمال العربي في مجلسه، وكان من بين الحضور رجل عربي يدعى زيد بن عدي، الذي كان حاقدًا على النعمان بسبب مقتل أبيه، عدي بن زيد، على يد النعمان. فاستغل زيد الفرصة وقال لكسرى إن النعمان يمتلك أكثر من عشرين امرأة من بناته وأقاربه يتمتعن بجمال عربي يفوق الوصف. تحمس كسرى لهذه الفكرة وأرسل زيدًا ومعه مرافق ليطلب من النعمان نساءً لكسرى وأبنائه.
عندما وصل زيد والمرافق إلى النعمان وأخبراه بطلب كسرى، شعر النعمان بالإهانة وقال: “أما في نساء فارس ما يكفي كسرى؟”. حاول زيد تهدئته وأقنعه بأن الملك يريد تكريمه، لكن النعمان أصر على الرفض. وبعد يومين، أرسل رسالة إلى كسرى يقول فيها: “إن الذي طلبه الملك ليس عندي”، وطلب من زيد أن يعتذر عنه.
عندما وصل زيد إلى كسرى وأخبره بما جرى، أوغر صدر كسرى وقال له إن النعمان قال: “أما في بقر العراق وفارس ما يكفي كسرى؟”. أثار هذا الكلام غضب كسرى، لكنه لم يظهر ذلك علنًا، واكتفى بالقول: “رب عبد أراد أكثر من هذا وانتهى أمره إلى الهلاك”. رغم ذلك، بدأ كسرى يتحضر للانتقام، فيما شاع هذا الكلام حتى وصل إلى النعمان، الذي بدأ يستعد ويتوقع ردة فعل كسرى.
طلب كسرى للنعمان ومحاولته الهرب
أرسل كسرى بن هرمز يستدعي النعمان بن المنذر، ففهم النعمان أن مصيره القتل لا محالة. جمع أسلحته وتوجه إلى جبل طيء، حيث كان متزوجًا هناك، وطلب منهم الحماية. ولكنهم رفضوا خوفًا من غضب كسرى، وقالوا له إنهم لا يريدون معاداة كسرى. ثم طاف النعمان على القبائل العربية، إلا أن الجميع رفضوا استقباله، عدا بني رواحة الذين عرضوا عليه القتال إلى جانبه، لكنه رفض ذلك.
لجوء النعمان إلى بني شيبان
توجه النعمان سرًا إلى بادية بني شيبان، حيث استجار بهانئ بن مسعود الشيباني، الذي أجاره ووعده بحمايته. نصحه هانئ بأن يذهب إلى كسرى ويقدم نفسه له مع الهدايا، مؤكدًا أن الموت بكرامة أفضل من الحياة بالذل. كما طمأنه هانئ على نساءه، وتعهد بحمايتهن. اقتنع النعمان بهذه النصيحة وأرسل الهدايا إلى كسرى، معلنًا استعداده للمثول أمامه.
ذهاب النعمان إلى كسرى
عندما وصل النعمان إلى كسرى، قبض عليه وأمر بسجنه في خانقين، حيث أصيب بالطاعون ومات هناك. وكانت وفاته قبل الإسلام بين عامي 595 و604م.
ما قبل معركة ذي قار
بعد وفاة النعمان، عيّن كسرى ملكًا جديدًا على الحيرة، إياس بن قبيصة الطائي، وكلفه بإحضار نساء النعمان وسلاحه من هانئ بن مسعود. رفض هانئ تسليم الأمانات، رغم تهديدات إياس وكسرى بإرسال الجنود لقتاله. كان إياس مترددًا في دعمه للفرس، مما ساهم في تسهيل انسحاب القبائل العربية من المعركة وفق اتفاقهم مع بني شيبان.
التخطيط للغزو
غضب كسرى من رفض هانئ، فاستشار إياس الذي اقترح إرسال نخبة من الفرس وبعض القبائل العربية لمهاجمة بني شيبان. وفقًا لخطة النعمان بن زرعة التغلبي، انتظر كسرى حتى تتجمع قبائل بكر بن وائل في ذي قار، حيث كان يخطط للإيقاع بهم في الوقت المناسب.
مسير جيش كسرى إلى ذي قار
عندما علم كسرى بن هرمز بنزول قبائل بكر بن وائل في منطقة “حنو ذي قار”، أعد جيشًا ضخمًا بقيادة عدد من القادة البارزين. عين النعمان بن زرعة على قبائل تغلب، وخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وإياد، ووضع إياس بن قبيصة على قيادة العرب جميعًا مع كتيبتي “الشهباء” و”الدوسر”. كما عين الهامرز وخنابرين على فرق الفرس، بينما قاد عمرو بن عدي قافلة “اللطيمة” المتجهة إلى اليمن، محملة بالبضائع الثمينة.
الإنذار والتهديد
أمر كسرى بإرسال النعمان بن زرعة إلى قبائل بكر ليطالبهم بتسليم وديعة النعمان بن المنذر ومائة غلام رهائن لضمان ولائهم، أو مواجهة القتال. كان ذلك تهديدًا خطيرًا، خاصة بعد عقوبة كسرى القاسية على بني تميم في “يوم الصفقة”. ولكن قبيلة بكر تلقت تحذيرًا من هند بنت النعمان، التي أنذرتهم باقتراب جيش كسرى.
وصول النعمان بن زرعة إلى بني عجل
وصل النعمان بن زرعة إلى بني عجل، حيث استقبله ابن أخته مرة بن عمرو. خاطب النعمان القوم قائلاً: “إنكم أخوالي وأحد طرفي، وقد أتى جيش فارس والكتيبتين الشهباء والدوسر، فالأفضل أن تقدموا بعضًا من أبنائكم كرهائن، حتى لا تهلكوا جميعًا.” رفض القوم اتخاذ قرار فوري، وطلبوا التشاور.
رد قبيلة بكر على طلب كسرى
انتظرت قبائل بكر بن وائل حتى وصول حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي، أحد زعمائهم البارزين. عندما استمع حنظلة إلى حديث النعمان، قرر رفض الخضوع لكسرى وقال: “قبح الله هذا الرأي! لن أسمع أصوات أحرار فارس تقودنا في ذي قار.” قرر الجميع خوض القتال بدلاً من الخضوع للتهديدات الفارسية، ونزلوا إلى وادي ذي قار استعدادًا للمعركة.
تأهب قبيلة بكر للمعركة
اتفق الجميع على أن القتال هو الخيار الأفضل، إذ أن الاستسلام يعني موت الرجال وأسر النساء. قال حنظلة لهانئ بن مسعود: “ذمتكم ذمتنا، لن يصل إليكم العدو إلا بعد فناء أرواحنا.” ثم أمر هانئ بتوزيع الأسلحة والدروع على قومه استعدادًا للمعركة. كان الجميع مستعدين للهجوم، وقد استقوا ما يكفيهم من الماء تحسبًا لوقوع المعركة في الأيام القادمة.
مساعدة قبائل العرب لبكر
قبل اندلاع الحرب، بدأت المراسلات بين بني شيبان وقبائل العرب، وكذلك بين قبائل بكر نفسها. وصلت الوفود من بني بكر بن وائل في اليمامة والبحرين، كما انضم إليهم أسرى بني تميم، الذين طالبوا بالقتال معهم قائلين: “نقاتل معكم لنذب عن أنفسنا”. بالإضافة إلى ذلك، أرسل عدد من القبائل العربية التي كانت مع الفرس، مثل طيء والعباد وإياد، رسائل سرية إلى بكر، يعلنون رغبتهم في انتصارهم على الفرس. وقد عرض هؤلاء العرب المساعدة عبر التظاهر بالوقوف مع الفرس ثم الفرار عند بداية المعركة، مما يمنح بكر بن وائل التفوق.
وفي صباح المعركة، أقبلت قوات الفرس بقيادة العجم باتجاه بني بكر. أمر حنظلة بن ثعلبة بتحريك الظعن (النساء والأطفال) إلى خلف صفوف المقاتلين، وقال لقومه: “قاتلوا دفاعًا عن نسائكم أو دعوهن”. تقدم الفرس بتشكيلاتهم، بينما كان ربيعة بن غزالة السكوني، الذي كان نازلًا مع بني شيبان، يشير عليهم بخطة لمواجهة الفرس. نصحهم بعدم الوقوف مكشوفين أمام رماة الفرس، بل تقسيم قواتهم إلى مجموعات (كراديس) تشن هجمات متتالية. حين تهجم إحدى المجموعات، تكون الأخرى مستعدة للهجوم فورًا. وافق الجميع على الخطة وبدأوا بتنفيذها.
إثارة الحماسة عند بكر بن وائل
عندما اقترب الجيشان وتواجهوا، قام حنظلة بن ثعلبة بإثارة حماسة بني بكر بن وائل، مخاطبًا قومه بقوله: “إن رماة الأعاجم لن يخطئوكم، فعاجلوهم بالهجوم وابدأوهم بالقتال”. ثم أقدم على قطع وضن راحلة امرأته وتبعه في قطع وضن النساء الأخريات، حتى لا يتمكن الرجال من الفرار ويضطرون للقتال دفاعًا عن حليلاتهم. لذلك سُمي ذلك اليوم بـ”يوم مقطع الوضين”. أقسم حنظلة بأنه لن يفر حتى تنقلب القبة التي نصبها على نفسه في ميدان القتال.
كذلك، قام هانئ بن مسعود بإلقاء خطاب مشجع لقومه، قائلاً: “الموت أفضل من الهزيمة، وإن استقبال الموت بشجاعة أفضل من التراجع، فاصمدوا ولا مفر من الموت”. حثهم على القتال وعدم الفرار، مؤكدًا أن النصر يأتي بالصبر والقتال.
شريك بن عمرو أيضًا أثار الحماسة في القوم، وقال: “إنكم تهابونهم لأنكم ترونهم أكثر منكم، ولكنهم يرونكم بنفس النظرة. اصبروا فإن الصبر يقود إلى النصر”. ثم دعا بني بكر إلى التقدم والمواجهة بكل شجاعة.
كانت تشكيلات الجيش متناسقة؛ حيث تمركزت بنو عجل في الميمنة تحت قيادة حنظلة بن ثعلبة، وبنو شيبان في الميسرة تحت قيادة بكر بن يزيد بن مسهر، وباقي بكر بن وائل في قلب الجيش تحت قيادة هانئ بن مسعود.
خرج أحد الفرس ويدعى “أسوار”، من كتيبة الهامرز وهو يتحدى بني شيبان للمبارزة، فلم يخرج أحد لمواجهته. ثم تقدم يزيد بن حارثة من بني ثعلبة وهاجمه، فطعنه وقتله، وسلب منه حليته وسلاحه.
اندلعت المعركة بضراوة، وبدأت بني بكر بشن هجمات على ميسرة وميمنة جيش الفرس. بينما كانت بني بكر قد أعدت كمينًا بقيادة يزيد بن حمار، هاجم قلب جيش الفرس، مما أدى إلى هزيمة قسم كبير من جيش العجم.
الهزيمة والفرار
كما وعدت قبيلة إياد، انشقوا عن الفرس وهربوا عند بداية القتال. وقام الحوفزان (الحارث بن شريك) بقتل الهامرز، بينما قتلت بني عجل خنابرين. انهزم الفرس، وتبعتهم بني بكر بن وائل في مطاردة شرسة. حاول النعمان بن زرعة الهروب لكنه كاد أن يُقتل لو لم ينجو بأعجوبة.
اليوم الثاني من القتال
استمرت المعركة في اليوم التالي، حيث أصاب الفرس العطش الشديد، فمالوا إلى بطحاء ذي قار، وهناك اشتدت المعركة مجددًا. واصلت بني بكر مطاردتهم حتى صباح اليوم التالي، حيث دخلوا إلى السواد (أراضي الفرس)، ولم يبقَ منهم أحد تقريبًا. عادت بني بكر بن وائل لتقسيم الغنائم بينهم، بما في ذلك اللطائم التي كانت تحملها نساء الفرس
إبلاغ كسرى بخبر الهزيمة
كان إياس بن قبيصة أول من وصل إلى كسرى بعد الهزيمة. وعندما أتى كسرى، كان يعرف أن أي شخص يحمل خبر هزيمة جيش يعاني من العقوبة. سأله كسرى عن النبأ، فأجابه إياس قائلاً: “هزمنا بكر بن وائل، وجئنا بنسائهم.” أعجب كسرى بهذا الخبر وأمر له بكسوة. لكن إياس استأذن كسرى قائلاً: “إن أخي مريض بعين التمر، وأرغب في زيارته.” وفي الحقيقة، كان إياس يريد التملص من كسرى والهرب، فأذن له كسرى. ترك إياس فرسه “الحمامة” التي كانت عند أبي ثور بالحيرة، وركب نجيبة ليلحق بأخيه.
لاحقًا، جاء رجل من أهل الحيرة إلى كسرى وهو بالخورنق وسأله: “هل دخل على الملك أحد؟” فأجابوه: “نعم، إياس.” فقال كسرى: “ثكلت إياساً أمه!” ظن أنه قد جاءه بخبر سعيد. ولكن عندما دخل إياس وأخبره بهزيمة القوم وقتلهم، أمر كسرى بنزع كتفيه كعقوبة.
تداعيات المعركة على الحكم الفارسي
عزل كسرى أبرويز إياس بن قبيصة عن حكم الحيرة وعين بدلاً منه حاكمًا فارسيًا يُدعى آزاذبه بن ماهان الهمذاني. ورغم هذه التغييرات، لم يتمكن كسرى من استعادة الثقة التي كانت قائمة بين المناذرة والأكاسرة، وتدهورت العلاقات مع العرب بشكل كبير. ونتيجة لذلك، تمردت بكر بن وائل وأعلنت استقلالها في البحرين، مما دفع العديد من القبائل في أواسط الجزيرة العربية للانضمام إليهم.
اضطر الفرس بعد ذلك إلى إعادة حكم الحيرة إلى أحد أبناء النعمان، وهو المنذر المغرور، في محاولة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل المعركة. لكن الظروف تغيّرت بظهور دولة الخلافة وبدء حروب الردة.
إشارات الرسول حول المعركة
أشار الإصفهاني في كتابه “الأغاني” إلى أن وقعة ذي قار حدثت بعد وقعة بدر بأشهر، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة. وعندما بلغه الخبر، قال: “هذا يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبه انتصروا.” ومع ذلك، لم يؤكد المؤرخون ذلك، حيث كانت وقعة بدر في عام 624 ميلادي بينما وقعة ذي قار كانت في عام 609 ميلادي (على الأرجح في أواخر 609 أو بداية 610، وهو العام الذي بلغ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين). وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة برقم 579.
المصادر
1. الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني – جزء 24، ص 66-75.
2. الكامل في التاريخ لابن الأثير – الجزء 1، ص 11.
3. أيام العرب في الجاهلية – تأليف: محمد أحمد جاد المولى بك، علي محمد البحاوي، محمد أبو الفضل إبراهيم، ص 22.
4. موسوعة تاريخ إيران السياسي – د. حسن كريم الجاف، المجلد 1، ص 113.
5. العرب على حدود بيزنطة وإيران من القرن الرابع إلى القرن السادس ميلادي – نينا ڤكتورڤنا ݐيغوليڤسكيا، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1985، ص 145-147.
6.تاريخ الأمم والملوك للطبري
0 Comments